في كل عصر انت وحي حضارة =تبني الحياة مرابعاً وسهولا
آمنت بالدرب الذي تمضي به=فبنيت جيلاً واعياً مصقولا
ويقول شوقي في المعلم (مادحاً )=كاد المعلم أن يكون رسولا
هو في الحقيقة هكذا لو أننا =نصغي اليه مسامعاً وعقولا
فهو الذي يرعى الطفولة والصبا=وهو الذي يبني الشباب أصولا
وهو الذي يرقى بأمته فكم=من قائد ، عرف العلوم سبيلا
لبناء جيل قادر لايرتضي=إلا التصدم بكرة وأصيلا
فبنى المدارس والمعاهد مؤمنا=بالعلم درباً واعدا مأمولا
الله كان معلماً لنبينا=ولنا ، وأعطى للحياة شمولا
إذ قال : ( إقرأ ) قال لست بقارئ=وأراد ربك أن يكون دليلا
فتعلم القرآن آتقن حفظه=وأراده بالمؤمنين وصولا
ماذا أقول ؟ وكيف أذكر مرسلا=من قبله الانسان كان جهولا
عذراً لكم وإذا أثرت فضولكم =فلان نفسي لاتقل فضولا
قالوا : سنجعل للمعلم بيننا =عيداً ونقرع في المساء طبولا
أو أننا نبني له صرحاً هنا=نصباً يخلده يدوم طويلا
هو لايريد النصب حتى عيده =لو أننا نصغي إليه قليلا
أسفي على هذا الزمان وما أرى =فالعلم أصبح فارساً مقتولا
نحن الجناة فكيف نقتل فارساً =بالامس كان معلماً ورسولا ؟؟
المال ؟.؟ تباً للذين بجهلهم =ظنوا الحياة ملاعباً وخيولا
العلم يبقى والسبائك تنتهي =والعمر يمضي أشهراً وفصولا
ووقائع التاريخ تثبت للمدى =كان المعلم قائداً مجهولا