الثقافة مفهوم عالمي زادت أهمية مع النمو المطرد التقدم الحاصل مع تطور الاتصال بين الدول.
فالثقافة تشمل مجموعة من الممارسات والأحداث والوقائع والسلوك التي تحمل جميعها أبعادا رمزية وضربا من ضروب التجريد .دون أن يبعدها هدا التجريد أو الترميز أن تكون واقعية وحقيقية، وتعيد الثقافة البناء من خلال عملية التعبير،و الإنتاج الرمزي ،سواء كان مكتوبا أو منطوقا أو تعبيرا حركيا.
ونجد الكثير من الباحثين يقدمون تعريفا موجزا وبسيطا لمصطلح الثقافة أو مفهومها وكثيرا ما يكون تعريفا سطحيا لا يتناول عمق و دلالة المصطلح.
الثقافة: مقابل لمصطلح culture يجعله يعبر عن حالة اجتماعية حيث عرف كوي نسي رايت الثقافة بأنها (نمو تراكمي للتقنيات والعادات والمعتقدات لشعب من الشعوب في حالة الاتصال المستمرين أفراده وينتقل هدا النمو التراكمي إلى الجيل الناشئ عن طريق الآباء وعبر العملية التربوية) في حين نجد أن المفكر مالينوفسكي يعتبر الثقافة: (جهاز فعال ينتقل بالإنسان إلى وضع أفضل يواكب المشاكل الخاصة بالطموح التي يواجه الإنسان في هدا المجتمع أو ذاك، في بيئة وفي سياق تلبيته لحاجياته الأساسية)
أما منظمة اليونسكو فعرفت الثقافة بأنها ( السمات الروحية والمادية والفكرية والعاطفية التي تميز مجتمعا بعينة، أو فئة اجتماعية بعينيها وهي تشمل الفنون، الآداب، وطرائق الحياة، كما تشمل الحقوق الأساسية للإنسان، ونظم القيم، والتقاليد، والمعتقدات) أما المفهوم الغربي فيعتبر الثقافة مجموعة من العادات والتقاليد والقيم التي تمارسها جماعة بشرية أو مجتمع، بغض النضر عن مستوى حضارته وعمرانه أو مدى تطور العلوم لديه.
أما الثقافة في اللغة العربية: فهي أساسا الحذق والتمكن، وتقف الرمح أي قومه وسواه، ويستعار بها للبشر فيكون الشخص مهذبا ومتعلما ومتمكنا من العلوم والفنون والآداب، فالثقافة هي إدراك الفرد والمجتمع للعلوم والمعرفة في شتى مجالات الحياة.
والوعي الثقافي يزداد باكتساب الخبرة، في مختلف مجالات الحياة وكلما زاد نشاط الفرد في الإطلاع على المعارف والمطالعة والقراءة زاد معدل الوعي الثقافي لديه، وأصبح عنصرا صالحا في بناء المجتمع.
فمفهوم الثقافة في اللغة العربية: يعني البحث والتنقيب والظفر بمعاني الحق، والخير والعدل وكل القيم التي تصلح الوجود الإنساني المتفقة مع الفطرة ومضمون القيم ، وهي مرتبطة بالنمط الاجتماعي المعايش كما أنها عملية متجددة.
وفي المنظور الإسلامي فمثقف الأمة هو الملم بأصولها وتراثها، وفقهاء الأمة هم الذين يحملون لواء الثقافة. وهذا يدفع بنا إلى المزيد من البحث نظرا لأهمية المجال الثقافي وباعتبار أن مفهوم الثقافة أصبح جزء من العلوم الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وحول تاريخ المجتمعات وتطورها وصورها السابقة، والقوانين التي تحكمها