كلمات في العشق الخالد
تجتاحني هذه الليلة كلمات .. في عشق هائل .. أبدي مستمر .. ممعن في الاستمرار
لا يتوقف .. ولا ينتهي .. عشق متواصل .. متمكن من أطرافي وأوصالي .. وجوارحي .. عشق متتال .. لا يتوقف .. لا ينتهي .. هو هكذا .. حب مغروس في أنفاسي في صلواتي .. في مجلسي .. وفي موقفي
في لحظات الغضب الهادر .. وفي أوقات السكون الصوفي
ولمن .. ويح نفسي .. لمن هذه التنهدات المتفجرة داخلي .. كالبركان .. لمن .. ويح نفسي .. هذا النشيج الذي يعلو ويهبط باستمرار ودون توقف ..
تلك الفتاة التي لا أعرفها ... والتي ما يزال طيف سحرها يأتيني كل ليلة ..
تلك التي وجهها .. الصفاء بعضه .. تلك التي صوتها زغاريد بلابل العرس .. تلك التي بريق عينيها شعاع من نور السماوات التي ما زلت أطير في شرفاتها وأناجي أهلها .. تلك التي الشهد يقطر من شفاهها .. تلك التي يرقص الكون طربا .. بصمتها .. تلك التي يعلو فوق جبينها مسحة من أطراف ملائكية تنهض بها من مستوى آدميتها إلى الطرف العلوي من آيات الجمال الخلاق التي زينها بها صاحب العرش .. سيدي ومولاي .. موجد الشهد .. ومبدع السحر .. وخالق الفتنة ..
ها أنا ألفظ الكلمات .. قطرات متتالية .. من الحب السرمدي الذي يقتلني .. كأنه يحييني .. ويصلبني وكأنه يتوجني ملكا .. أميرا على مملكتها .. أنا الذي أقف هنا .. أضع بعضا من تلك الأطياف التي حملتها روحي .. فوق مستوى المادة وبهيميتها
أنا الذي ما أزال هنا أتذوق شيئاً من شهد تلك الشفاه وسحر تلك العيون .. ما زلت أمعن في سكرتي من كأس تلك الباقية .. منخلعا – طوعا لا كرها – عن كأس تلك الفانية
أنا الذي ما أزال هنا أرتل على مسامع الحاضرين آيات الخلود التي أوصلتها إلي تلك الأصوات الغائبة
ويح نفسي أن هامت في عشق العشق .. تطلب لذة وصال من خارج تلك الأطر الزائلة
ويح نفسي أن ذهلت عن عناصر المادة وفتحت أمامها تلك الأنوار الخالدة
ويح نفسي أي أنثى باتت تسكنها .. وهذا الكم الهائل من أصوات المحبوسين في محبسها
المقتولين بسيفها
المهدورين الدماء عند عتبات جمالها وحسنها
الميتين طوعا .. قرابين ... لتلك اللاموصوفة
ها أنا ذا المتيم .. بكم هائل من صنوف العشق والوله
ها أنا ذا المجبول بطينة الجمال وشهده
ها أنا ذا المأسور بسجن المقل وسحرها
ها أنا ذا أسير في تلك الدرب التي رصيفها حجارة من عشق .. وسماؤها غيوم من عشق .. وطريقها أشجار من عشق
ها أنا ذا ومعي تلك الدفاتر التي سجلت عليها أنني من أهل العشق بل إنني أولهم
وبكلمات خالدة .. خلود الوجد والهوى في قلبي
أعلن أنني أحب
أعلن أنني
أحب
أعلن
أنني
أحب
الله
__________________
***
للغياب قلت ... لم أنتمي يوماً إليك فلا تعاند .. /أعدها لي ومني لك الصورة .. /للغياب ... ولا أعود .. /يعودُ الصوت صدى يعاندُ رغبتي في الرؤية ... /غابت إذاً عن التاريخ فدونته أصفاراً .. /وحلمتُ يوماً بعودة
***