رغم كل شيء .. أحبك
لا يا سيدتي .. لا تعتذري .. و لا تتأسفي .. قد كان حلما فاستيقظت منه .. ذكرياتي معك صارت أوراق خريف تذروها الرياح .. لست ممن يلدغون من الجحر مرتين . لدغت فكانت تلك بداية النهاية . نهاية شيء كان يسكن قلبي لم أعد أعرف ما هو . كانت منيتي أن تعتلي عرش هذا القلب العاق العنيد وتمسكي صولجانه وتضعي تاجا على هامتك لكنك لم تلقي بالا لذلك .. وغرتك جدائل شعرك الغجري وعيناك النجلاوان وقوامك الممشوق فصرت نهبا للأعين .. ما كان ضرك لو كنت لي وحدي .. هل استكثرت مني ذلك وأنا الذي وهبتك كل شيء مني ؟ .. وهبتك القلب والروح و الجسد .. تخليت طواعية عن كل همساتي وآهاتي .. تركتها تسرح وتمرح في أذنيك لأنك كنت تعشقينها . هل أذنبت حين قررت تحريمك على كل العيون ، إلا عيوني ؟
سوف ينقضي هذا الليل السرمدي يوما ما .. و سوف تفتقدينني لأنك لن تلقي هنا إلا أشياء تذكرك بي .. ستقرئين ما أكتبه لك الآن بحبر سكبته من دمي.. ممزوجا بدمعي ، متأججا بلهيب أنفاسي .. سأظل أكتب وأكتب إلى أن تنقضي آخر قطرة من دمي ، وتجف آخر دمعة من عيني .. لا تبكي ولا تتحسري .. لو عن لك السؤال عني فاذهبي و تيهي بين الربى .. واسألي الجداول والأنهار..واجلسي على ضفاف الغدير.. توقفي عند جرف سحيق وانظري إلى الموج المتلاطم على الصخور..ارفعي عينيك اللتين طالما تغنيت بسحرهما واستظلت نفسي برمشهما .. ارفعيهما إلى حيث وميض البرق.. ودوي الرعد ..أصغي إلى حفيف أوراق الشجر في سكون الليل .. ابحثي عني في الأصيل وعند الغروب وفي السحر.. تأملي الشفق عند الأفق .. ستجدينني في كل مكان و زمان.. كل ما في وما حوالي يصيح رغما عني : "أحببتك .. وأحبك .. وسأحبك ."